دراسة تاريخية في علم الصوتيات

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين. يُبرز هذا البحث اهتمام أصحاب كل لغة بأصواتها منذ القدم، ولعل من أهم الأسباب التي دعت العرب، خاصةً، إلى دراستها، أن لغتنا لم تُعرف بهذا الاسم إلا في مرحلة متأخرة، ولذلك لم تغب عن أعمال علماء العرب المتقدمين في نشرها وإيصالها وعروضها وموسوعاتها الأدبية بفنونها المختلفة، وغيرها من الأعمال كالطب والحكمة والموسيقى، وخاصةً أعمال الأصوات واللحن والقراءة والتلاوة المكثفة، فكل هذه العلوم تلامس جانبًا صوتيًا، ويمكن مزج هذه العلوم المختلفة في الصوت حتى لا يقع في كتاب يخلو من ألفاظ علم الأصوات أو مؤثراته. لذلك، سنتتبع الأمم التي اهتمت بعلم الأصوات في بحثنا، من خلال استقصاء ومعرفة أدوار كل أمة على حدة، آملين أن نصل في هذا البحث إلى تكامل دور كل أمة في علم الأصوات لعلاج اضطرابات النطق أو لضبط بعض الحروف المتشابهة التي قد يصعب على كثير من دارسي اللغات. إلا أن هذه الدراسات في اللغة العربية أو غيرها من اللغات لم تكن بمعزل عن ذلك التقدم في العلم عمومًا، بل كان هناك معامل لغوي يُعلّم علم الأصوات ويُعالج نقص المحتاجين إليه. ولم تكن دراسة جميع الأمم التي اهتمت بالأصوات وتطورها متتالية ومتشابكة. ولم تكن ملاحظة تطور هذا العلم بمختلف جوانبه مفاجئة، بل كانت متنوعة ومتباينة في كل أمة بحسب اهتمام أهلها بذلك العلم وعنايتهم به.