تشكل وعي الشخصيات الروائية قراءة في رواية (المسرّات والأوجاع)
DOI:
https://doi.org/10.26389/AJSRP.W160221الكلمات المفتاحية:
الوعي، رؤية العالم، فؤاد التكرلي، الرواية العراقية، الشخصيات الروائية، المسرّات والأوجاعالملخص
تُسهم الأحداث التي غالبًا ما يتضمنها أي عمل سردي في تشكيل وعي شخصيات العمل، مهما بدا سطحيًا، وكذلك وعي الكاتب الذي ينقله في عمل أو مجموعة من أعماله، من خلال شخصياته التي تُسهم في جملة من الأحداث والتفاعلات فيما بينها، من خلال كشفها عن رؤيتها لأنفسها ولبعضها البعض، بالإضافة إلى نطقها بأحكام ناتجة عن وعيها بما حدث في ماضيها وما يحدث في محيطها. ويُعدّ الوعي من أبرز السمات التي يمكن أن نجدها في شخصية ذات وجود مستقل، ولها أسلوبها الخاص في إدراك المواقف والوقائع المحيطة بها، والتي تعيش في عالمها، وإدراكها المسبق لما يجري في ذاتها. ومن هنا، نتناول هذا البحث في الشخصيات الروائية في رواية (المسرات والعوجاء) للروائي العراقي فؤاد التكرلي من هذا الجانب الذي قيل إنه حظي باهتمام الدراسات النقدية، لنكشف عن آلية تُشكل وعي هذه الشخصيات بذاتها وبغيرها، ومرجعياتها، ورؤيتها للعالم التي ينقلها لنا الكاتب من خلال راويه.
يعود اختيارنا لرواية (المسرات والعوجاء) إلى عناية الكاتب بشخصياته الرئيسية والفرعية، وتعدد مستوياتها الاجتماعية والثقافية، مما أغنى العمل الروائي من حيث المرجعيات التي تعكسها كل شخصية وتشير إليها، وخاصة الشخصية الرئيسية (توفيق)، التي نراها تارة وجودية، وتارة لاأدرية، وتارة أخرى خالية من كل المرجعيات، بالإضافة إلى كونها شخصية راقية في العمل الروائي، تُقدم رؤيتها للعالم من خلال مذكراتها التي شكلت جزءًا من العمل الروائي.
ينقسم البحث إلى ثلاثة مباحث، الأول نظري ويهتم بوعي المصطلح والمفهوم، والثاني تناول أنماط الوعي من حيث مفهوم كل نوع وكيف ظهر في الرواية قيد البحث وفي أي شخصية انعكس من شخصياتها. أما المبحث الأخير، فقد تناولنا فيه رؤية العالم التي قدمها الروائي عن مسار شخصيته الرئيسية (توفيق)، ليتوصل البحث في النهاية إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن شخصيات الرواية لم تكن سطحية ولا بناء فكري، وهذا ما أدى إلى تشكل وعي كل منها بشكل مختلف عن الآخر.





