دور النخب الحاكمة في تفاقم التمييز العرقي والطائفي، وتأثيره على اندلاع الحركات الاجتماعية خلال الموجة الثانية من الربيع العربي بالسودان

الملخص

تبحث هذه الورقة في السياسات والسلوكيات التي اعتمدتها النخبة الحاكمة في السودان قبل وأثناء الربيع العربي للحفاظ على سلطتها، وذلك من خلال تقديم تحليل عميق لدور النخب الحاكمة في تقسيم السودان على أسس عرقية وإثنية للحفاظ على مكانتها؛ وذلك من خلال اعتماد النخبة إلى استغلال الهوية العرقية والطائفية للبلاد لخدمة مصالحها الخاصة، غالبًا على حساب إضعاف الهوية الوطنية. كما تعالج الورقة دور الدولة الفاشلة في انتشار القمع والانتهاكات الخطيرة، فضلاً عن التمييز السياسي والاقتصادي والثقافي والعنصري.
كما تبحث الدراسة بالاعتماد منهج العرض والتحليل في الاستخدام الاستراتيجي للانقسامات العرقية والإثنية من قبل النخبة الحاكمة لإدامة سلطتها، وفي كيف لعبت الصراعات العرقية والطائفية الناتجة دورًا مهمًا في تراجع السودان؛ بحيث كان من المفترض أن يكون هذا البلد وفقا لمؤهلاته وموارده الطبيعية الوفيرة، من بين الدول المتقدمة، ولكن الانقسامات الداخلية أعاقت تقدمه. بعبارة أخرى، تظهر الدراسة أهمية تعزيز الهوية الوطنية المشتركة كآلية لتحقيق الإصلاح وتجاوز الانقسامات الداخلية في السودان من أجل تعزيز الوحدة الوطنية.