جرائم الفساد ماهيتها وأسبابها وأهمية التعاون الدولي في مكافحتها: دراسة تحليلية على التجربة القطرية

الملخص

يتزايد الاهتمام العالمي في مكافحة ظاهرة الفساد وذلك نظراً للآثار السلبية الناجمة عنه فلم تعد الدول في منأى عن مخاطر انتشار هذه الظاهرة، وهي لا تقتصر على شعب دون آخر أو دولة دون أخرى، إلا أنها تتفاوت من حيث الحجم والدرجة بين دولة وأخرى، وغالباً ما يرتبط مدى انتشار الفساد في دولة ما على البيئة الحاضنة له، فالدول التي لا تظهر أي تعاون في مواجهته وتنكر وجوده يؤدي بالنتيجة الى  تغلغل هذه الظاهرة أكثر من أي دولة أخرى بل وتصبح دولة جاذبة للفاسدين حول العالم وخاصة العصابات المنظمة التي تستغل فساد تلك الدول، وتعمد إلى إفسادها بشكل أكبر ليتاح لها نشر أشكال متعددة من الجرائم كالمخدرات، والاتجار بالبشر، وغسل الأموال، وتزييف العملات، وتجارة الأسلحة غير المشروعة وغيرها، ونجد أن العكس صحيح الى درجة كبيرة ففي الدول المتحضرة التي تشهد ندرة في قضايا الفساد تتضافر جهودها الوطنية مع الجهود الدولية في سبيل مواجهة الفساد لأنها أدركت مخاطر الفساد وآثاره السلبية على التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ويأتي هذا البحث لتوضيح المقصود بالفساد وأبرز أشكاله وأسبابه وآثاره، بالإضافة إلى بيان أهمية التعاون الدولي في مواجهته، كما يستعرض البحث بعض جهود دولة قطر في التصدي لظاهرة الفساد. وقد اعتمد الباحث أسلوب المنهج الوصفي التحليلي في إعداد الدراسة.