إعادة تعريف القيادة التعليمية في سلطنة عمان: من المعيارية إلى التمكين في ظل تحوّل البارادايم

الملخص

تُواجه القيادة التعليمية في سلطنة عمان تحديات متراكمة ناتجة عن استمرارية أنماط تقليدية تقيّد القيادة التربوية داخل قوالب تنظيمية معيارية، وتحدّ من قدرة المؤسسات التعليمية على الاستجابة للتحولات الاجتماعية والتقنية والثقافية، وتكمن المشكلة في غلبة النموذج التنفيذي المجرّد من التأمل، وغياب إطار قيادي يراعي الخصوصية السياقية ويعزز التمكين والابتكار المؤسسي. يهدف هذا المقال إلى تقديم تصور بديل للقيادة التعليمية من خلال مقاربة نقدية– تأويلية تستند إلى مفهوم التحول البارادايمي، وتسعى إلى مساءلة المسلمات النظرية التي تحكم أنماط القيادة السائدة في ضوء متغيرات العصر، وقد اعتمد البحث المنهج التحليلي–التأويلي بوصفه مدخلًا لفهم البُنى الفكرية والإدارية التي تشكل نماذج القيادة في المدرسة بسلطنة عمان.
كشفت الدراسة عن سبع تحديات بنيوية تُعيق التحول القيادي، أبرزها: المركزية، ضعف التفويض، غياب التكوين النقدي، الفجوة بين الخطاب والممارسة، البنية المؤسسية الراسخة، الاعتماد على التقييم الكمي، وغياب المفاهيم السياقية في الوثائق الرسمية. ويقترح المقال نموذجًا تحويليًا بديلًا يقوم على الشراكة الفكرية، والمرونة الثقافية، والتمكين الداخلي للمدرسة، ويُعيد تعريف القائد التربوي بوصفه صانع معنى لا منفّذًا للإجراءات. تأتي أهمية هذه الدراسة من سعيها لتأصيل رؤية قيادية تربوية تتجاوز الإطار المعياري، وتُسهم في بناء نماذج أكثر تأملًا وتكيفًا مع متطلبات التغيير، بما يعزز من فاعلية المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان.