اتجاهات المعلمين والمعلمات نحو تعليم الرياضيات لتلاميذ الصف الثالث الذكور في المدارس الابتدائية ومدارس الطفولة المبكرة في مدينة جدة

الملخص

تُعد اتجاهات المعلمين القوة الخفية التي تشكّل ملامح تجربة التعلم؛ فهي القادرة على إشعال شرارة الفضول أو إخمادها، وتساعد في غرس الثقة والدافعية في نفوس التلاميذ أو زعزعتهما. ومن هذا المنطلق، تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف مستوى اتجاهات المعلمين والمعلمات نحو تعليم مادة الرياضيات لتلاميذ الصف الثالث الذكور في المدارس الابتدائية ومدارس الطفولة المبكرة بمدينة جدة، وذلك باستخدام مقياس للاتجاهات يغطي ثلاثة أبعاد: المعرفي، والوجداني، والمهاري. وقد تم تطبيق المقياس على (74) معلماً و(100) معلمة ممن يدرّسون الرياضيات لتلاميذ الصف الثالث الابتدائي. أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات المعلمين والمعلمات نحو تعليم الرياضيات، كما برزت كفاءتهم العالية في الجانب المعرفي، في حين كان التركيز أقل على الجانبين الوجداني والمهاري، مما يعكس الحاجة إلى تعزيز هذين البعدين لتحقيق تجربة تعليمية أكثر تكاملاً. وتكشف هذه النتائج عن فجوة غير مرئية بين ما يُعرف نظريًا وما يُمارس فعليًا داخل الصف الدراسي. وتستند الدراسة إلى فرضية مفادها أن اتجاهات المعلمين تمثّل أحد المرتكزات الأساسية لتحسين جودة التعليم، وأن تنميتها في الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية تُعد مدخلاً فاعلاً لتطوير الأداء التعليمي داخل الصفوف الدراسية.