دور مهنة الصيد في بناء هوية تتجاوز القبيلة لدى جماعة "إيمراكن" في موريتانيا

الملخص

تتناول الدراسة موضوعا مهما في الدراسات السوسيولوجية والانتربولوجية بصفة عامة، وفي المجتمعات ذات الطابع القبلي بشكل خاص. فالدراسة تسلط الضوء على حالة جماعة "إيمراكن" التي تكونت على أساس وظيفة واحدة تجمعُ أفرادَها، وحطمت الجماعة بذلك، الأطر التقليدية للقبيلة، في مجتمع تحظى فيه القبيلة بمكانة قوية، ومفصلية في حياة الأفراد وعلاقاتهم.
وقد هدفت الدراسة إلى كشف حيثيات العامل الوظيفي الموحد لهذه الجماعة، وهو الصيد، وكيف تجمعت أسر وبطون من قبائل شتى، لتشكل على مدى قرون، جماعة موحدة، تعيش في بيئة بحرية، بعيدا عن نمط الحياة السائد في محيطها من مجتمع "البيضان" في موريتانيا، والقائم على الترحال والحياة البدوية، متأثرا بالبيئة الصحراوية.
وقد استخدمنا في الدراسة المنهجين الكيفي والتاريخي، فالمنهج الكيفي ساعدنا على التقرب أكثر إلى واقع "إيمراكن" من خلال الملاحظة بالمعاينة والمراقبة، والحصول أيضا على معلومات مهمة من خلال مقابلات مع أشخاص من إيمراكن، لأجل الإحاطة بالموضوع. أما المنهج التاريخي فساعدنا على الاطلاع على تاريخ الجماعة، ومعرفة خصائصها الجينالوجية والثقافية والوظيفية، وذلك لفهم واقعها الحالي بشكل أفضل، وكيف حافظت عبر الزمن على تخصصها في مجال الصيد، وعلى وحدتها وترابطها.