الأسرة في حالة بحث عن العلاج مثال الأسر في وضعية عقم بمدينة تطوان شمال المغرب (2023 ـ 2024)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى الكشف عن تجارب رحلات البحث عن العلاج عند الأسر في حالة عقم أولي بمدينة تطوان شمال المغرب، وبيان المسارات العلاجية الطبية المتخذة أو المتوقع اتخاذها والأسباب المتحكمة في ذلك. وقد أجري البحث مع مجموعة من المشاركين مؤلفة من ثلاثين زوجا (ستون فردا) في حالة عقم من شمال المغرب، وقد شمل أزواجا من أعمار مختلفة، منهم من لا زال في رحلة البحث عن الولد، ومنهم من أنهى تلك الرحلة دون إنجاب، وقد تم اعتماد الزوجين معا وحدة للتحليل. أما عن منهجية جمع المعلومات، فقد اعتمد البحث على مقابلات مفتوحة مع الزوجين معا، لكن جرت مقابلات فردية مع كل واحد منهما. وقد خلص البحث إلى أن تجربة العلاج الطبي للأسر في حالة عقم تختلف باختلاف مرحلة الزواج والمستوى التعليمي لطرفي الأسرة، فالأسر الجديدة ذات التعليم العالي أو المتوسط هي الأكثر تطبيبا واستبطانا للقيم الطبية في مجال العقم، حيث تتبع المسار الطبي دون أي انحراف، كما توصل هذا البحث كذلك إلى أن جسد المرأة هو المجال الأكثر تطبيبا في هذا المجال بالرغم من كون الأزواج الذكور هم الأكثر مسؤولية عن عقم الأسر طبيا، وهذا التفضيل لجسد المرأة ليس أمرا يفرضه التمثل الاجتماعي عن الإنجاب فقط، بل الأعمال الطبية كذلك، حيث ينظر إلى جسد المرأة باعتباره المسؤول الأول عن الإنجاب وإن لم يكن مسؤولا عن العقم.