سيميائية الأزياء في رواية "طوق الحمام": قراءة في الرموز الثقافية والدلالات الاجتماعية

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة سيميائية الأزياء في رواية طوق الحمام للروائية رجاء عالم، وذلك من خلال تحليل الرموز والدلالات المرتبطة بالملبس، بوصفه أداة ثقافية تحمل أبعادًا اجتماعية وتاريخية. تهدف الدراسة إلى الكشف عن كيفية توظيف الأزياء في تشكيل الهُوية الأدبية للشخصيات، وإبراز الفروقات الطبقية والاجتماعية من خلال العناصر البصرية المرتبطة باللباس.
اعتمد البحث على المنهج السيميائي الذي يُعنى بتحليل العلامات والرموز الثقافية داخل النصوص الأدبية، بالاستناد إلى مقاربات رولان بارت ويوري لوتمان. ونظرًا لشحّ المصادر البصرية أو الوثائقية التي توثّق الأزياء الشعبية في مكة خلال فترة ما قبل الدولة السعودية، لجأ البحث إلى تتبّع الذاكرة المحكية داخل النص، باعتبارها وثيقة سردية تعبّر عن تجلّيات الحياة الاجتماعية والمعيشية، وتُضيء على خصوصية المكان والزمن. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الأزياء في الرواية لم تكن عناصر وصفية عابرة، بل أدوات سيميائية عميقة، كُتبت بحسّ توثيقي خفي، يُحمّل القارئ مسؤولية استحضار التاريخ الشعبي والجمعي عبر الأنسجة والهيئات والأساليب. وخلصت الدراسة إلى أن للأزياء دورًا فاعلًا في رسم البنية النفسية للشخصيات، وربطها بالتحولات المجتمعية في الحجاز نهاية العهد العثماني. وتوصي الدراسة بإجراء مزيد من الأبحاث التي تستكشف اللباس بوصفه نصًا ثقافيًا يُسهم في إنتاج المعنى داخل السرد الروائي، كما تُبرز أهمية هذه المقاربة في مجالات أخرى كالمسرح، والإنتاج الدرامي، وأدب الطفل، بما يعيد صياغة الذاكرة الجمعية بصريًا وإبداعيًا.