رصد زحف الرمال على الطرق السريعة بمنطقة القصيم باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية

الملخص

يعد زحف الرمال من أبرز التحديات البيئية التي تؤثر على البنية التحتية للطرق البرية في المملكة العربية السعودية، حيث يؤدي إلى تعطيل الحركة المرورية، وزيادة الحوادث. وتتعرض الطرق السريعة الواصلة بين القصيم وحائل، القصيم والرياض، والقصيم والمدينة المنورة، لدرجات متفاوتة من زحف الرمال. تهدف هذه الدراسة إلى توظيف تقنيات الاستشعار عن بعد RS ونظم المعلومات الجغرافية GIS لرصد وتحليل زحف الرمال على امتداد هذه الطرق خلال الفترة من 2014 إلى 2024، وتحديد المناطق الأكثر تهديداً، واقتراح حلول فعالة للحد من تأثير الظاهرة على الطرق. اعتمدت الدراسة عدة مناهج علمية، شملت المنهج التحليلي المكاني لرصد التوزيع الجغرافي للظاهرة، والمنهج الرياضي لقياس المؤشرات الطيفية (NDSI، NDVI، BSI،) والمنهج التاريخي لتتبع التغيرات الزمنية، والمنهج الوصفي التحليلي لتحليل الفروقات بين الطرق. أظهرت النتائج انخفاضًا نسبيًا في انتشار الكثبان الرملية وانكشاف التربة خلال الفترة من 2014 إلى 2024. حيث تراوحت قيم مؤشر NDSI بين (0.43 – إلى 0.70) في عام 2014، وانخفضت إلى (0.51 – إلى0.55) في عام 2024، مما يدل على تراجع في امتداد الكثبان الرملية. كما تراجعت قيم مؤشر BSI من (0.04 – إلى 0.64) إلى (0.01 – إلى 0.58)، مما يشير إلى انخفاض في درجة انكشاف التربة. وبينت النتائج أن طريق القصيم الرياض هو الأكثر تأثرًا، تليه طرق حائل والمدينة، وأن المناطق ذات الغطاء النباتي المنخفض سجلت أعلى معدلات للزحف الرملي. وتم تحديد مناطق شهدت زيادة ملحوظة في الزحف مثل نفود السر والقوارة، مقابل مناطق أكثر استقرارًا مثل منطقة جبل طمية. وفي ضوء هذه النتائج توصي الدراسة بزراعة حواجز نباتية على جانبي الطرق السريعة، لا سيما في المناطق ذات الغطاء النباتي الضعيف، وإنشاء حواجز ميكانيكية في المواقع الأكثر تأثرًا بزحف الرمال، وتطبيق برامج مراقبة دورية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لمتابعة حركة الرمال واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.