الإنتاج الفلاحي بالريف الأوسط الجنوبي بين الممارسات التقليدية والرغبة في التحديث والتكثيف: دائرة تاونات أنموذجا

الملخص

شكلت الفلاحة التقليدية بدائرة تاونات مند القدم، النشاط والمورد الاقتصادي الأساسي للساكنة المحلية في ظل غياب وضعف أهمية باقي الأنشطة الأخرى، لكن ضعف مردوديتها نتيجة الإكراهات الطبيعية والتنظيمية والتقنية، فرض على الدولة والفلاح المحلي، تبني أنماط إنتاج ترتكز على التحديث والتكثيف داخل الحيازة، للرفع من المردودية وتحقيق مداخيل منتظمة ومستدامة. وفي هذا السياق، تهدف هذه الدراسة، إلى إبراز واقع الإنتاج الفلاحي بدائرة تاونات، بين الممارسات التقليدية والرغبة في التحديث والتكثيف، من خلال الكشف عن التحولات التي مست وسائل الإنتاج الفلاحي، على مستوى الأدوات والمدخلات، ومظاهر التكثيف الفلاحي داخل الحيازة ومردودية المنتوجات، مع رصد بعض الإكراهات التي تعيق عمليتي التحديث والتكثيف. وقد اعتمدنا في هذه الورقة، على المنهجين الاحصائي والوصفي التحليلي، وعلى استمارة ميدانية شملت 840 فلاح.
تتلخص أهم النتائج التي توصلنا إليها في: بداية توجه الفلاحين نحو العصرنة والتكثيف؛ نسبة (50,8 %) منهم أصبحت تعتمد على البذور المنتقاة، و(89,9 %) تستعمل المبيدات، و(71,1 %) تستخدم الأسمدة الكيماوية، (87,2 %) تعتمد على آلة الدرس. تنويع المزروعات وتكثيفها داخل الحيازة (الحبوب، الأشجار المثمرة)، كما شهد ت المردودية الفلاحية نوعا من التحسن خاصة في المواسم الرطبة، 17 (ق/ه) كمتوسط في الحبوب، و21 (طن/ه) في الزيتون، وإلى 17,6 (طن/ه)، لكن هذه الرغبة في التكثيف والتحديث تواجهها إكراهات طبيعية وتنظيمية، لذلك تقترح هذه الدراسة الانتقال من الفلاحة البورية إلى السقوية، وإيجاد حل للمشكل العقاري، مع ضرورة إقامة قاعدة صناعية لتثمين المنتجات الفلاحية، وتحسين سلالات الإنتاج الحيواني.