الذوق الأدبي بين القاضي الجرجاني وعبد القاهر الجرجاني: دراسة مقارنة

الملخص

يعد الذوق الأدبي في مصادر التراث البلاغي والنقدي واحدا من مقاييس النقد الأدبي وأداة من أدوات تلقي الخطاب الأدبي والحكم عليه. وقد تنوعت استعمالات الذوق الأدبي في تلك المصادر، واختلفت مواقف العلماء منه تطبيقا وتنظيرا، وهو ما يسعى الباحث لاستجلائه في هذه الدراسة من خلال المقارنة بين ما طرحه بخصوص الذوق الأدبي كلٌّ من: القاضي علي بن عبدالعزيز الجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه)، والإمام عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني في كتابيه (أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز).
وسيعتمد الباحث في رصد ذلك ومعالجته المنهج المقارن للوقوف على مواطن الشبه والاختلاف وصفا لمظاهرها ورصدا لأسبابها وما يمكن أن يترتب عنها.
وقد تبين للباحث أن الذوق الأدبي يمثل منهجا نقديا في قراءة النصوص الأدبية والحكم عليها لدى كل من المؤلفَين موضوع المقارنة، ولأنهما يقران بتفاوت أذواق المتلقين؛ فقد سعيا لوضع شروط للذوق المعتبر في الحكم النقدي تدور أغلبها حول أهليّة الناقد. وقد تميز عبدالقاهر بدعوته إلى ضرورة تعليل الأحكام النقدية ذات المرجعية الذوقية والتزامه تطبيق ذلك في أغلب طرحه بعكس منهج القاضي الجرجاني القائم على عدم تعليل الأحكام الذوقية في كثير من طرحه.
وبفضل منهج عبدالقاهر القائم على تعليل الأحكام الذوقية انتقلت دراسة الخطاب الأدبي من الذاتية إلى الموضوعية، ومن الانطباعية إلى العلمية.